Sunday 14 June 2009

AKOURA





قال الباحث أرنست رينان يوماً: "لم ارَ في الدنيا مناظر جبلية كهذه الجبال التي لا يمكن تصوّر محاسنها، فهي اشبه بجبال الالب ولكنها اجمل
منها منظراً وازكى رائحة"...
هكذا وصف رينان العاقورا (لفظة سريانية تتألّف من كلمتين "عين اورو" ومعناهما العين الباردة كما فسرها الدر
المنظوم ، وكان اساقفة العاقورا يوقّعون أمضائهم ويحفرون خواتمهم باسم مطران عين قورا) الواقعة في سفح جبل عال وذات موقع استراتيجي
سياحي فهي مدخل الى الشمال عبر تنورين والى البقاع عبر دير الاحمر والى كسروان عبر قهمز والى جبيل عبر قرطبا، تملأ اراضيها آثار
عدة (كتابات هيروغليفية وفينيقية وآشورية ويونانية ورومانية، وحائط روماني بقيت بعض آثاره واضحة المعالم في بعض الاماكن...
كما عثر على طريق رومانية وقساطل فخارية) والكهوف والمغاور (شكل بعضها موطناً للإنسان في العصور القديمة، والبعض
الآخر ملجأ للضباع والذئاب) والأشجار الكثيفة (الأرز واللزاب والعرعر والصنوبر والشربين والسنديان...) والنباتات العطرية
والأعشاب الصالحة للعقاقير، واشتهرت العاقورة بتجارة الحبوب والبقول والفاكهة التي ملأ صيتها العالم وعندما نتحدث
عن التفاح الألذّ فهو بالتأكيد "تفاح العاقورا".

وقد ذكر الأب اندري روشه اليسوعي في مجلة المشرق العام 1911 "ان مياه العاقورا شاذة عن جميع مياه لبنان" فقال: "دخلنا العاقورا
وهي تعلو عن البحر 1450 متراً، وفي وسط القرية قناتان واسعتان تنبعث منهما عينان غزيرتان شديدتا البرودة ... الاّ ان لهذه المياه ميزة تشذّ بها
عن بقية مياه الجبل... وفرة املاحها مع برودتها فوجدنا بالتحليل رسوباً من السولفات ظاهراً، ثم رسوباً وافراً من الكربونات والذي بلغ في الليتر 210 ملغ،
وفي هذه المياه معدن الكالسيوم، على ان هذه الاملاح المعدنية المفرطة خاصة بالعاقورة...فعذوبة مياه نبع العاقورا نادرة ولذا طابق الاسم المسمى".

احرقت العاقورا سبع مرات في عهد العثمانيين (العام 1675، العام 1676 أحرقت بأمر من حسن باشا، العام 1686...)
واصيبت بكوارث طبيعية عبر تاريخها اهمها خسفة العام 1903 حين تشققت الاراضي وتهدّمت البيوت، وبحسب عالم الآثار هنري لامنس
فقد تعرضت العاقورا لأكثر من خمسين زلزال أهمهم في 30 أيلول العام 1918 حيث تعرضت المنازل للهدم ، وفي اول آذار
العام 1929 ازداد الانخساف وتغيرت بعض معالم المحلة.

وتزخر العاقورا التي كان يلجأ اليها البطاركة والرؤساء أيام النكبات بالأديرة (دير القديس عبدا ) والكنائس (40 كنيسة) ومنها كنيسة القديس
بطرس الاثرية منحوتة في الصخر، وهي عبارة عن مغارة تضم مذبح واحد عشر ناووساً صخرياً منحوتاً وثلاث اعمدة ضخمة تنضح الماء
من وسطها، بقصدها الناس من كل حدب وصوب لزيارتها، وهي تضم عائلات عدة : الهاشم، نصرالله، مرعب، كريدي، خطّار، ساسين، سميا،
جرمانوس، حرب، صعب، ضاهر، عرب، عساف، بو يونس، ياغي، عقل، قرقماز،، غسطين، عاصي، الخوري حنا، قضيب، كامل،
مسعود، مطر، مهنا، مالك، ميلان، نصر، وهبه

No comments:

Post a Comment